Duration 3:24

ما تيسر من سورة التحريم بصوت الشيخ/ محمد فوزي Việt Nam

47 watched
0
6
Published 22 Feb 2023

سورة التحريم: نزلت في الفترة الواقعة ما بين السنة السابعة والثامنة من الهجرة، ومقصدها هو الإعلام بأن الله هو وحده من أحلّ الحلال وحرّم الحرام، ولم يأذن بذلك لأحد من خلقه. ولأن الإنسان كثير الخطأ فقد شرع الله العليم الحكيم له تحلّة الأيمان بالكفارة وحثّه على التوبة. وتضمنت السورة ثلاث مجموعات من الآيات: ابتدأت (5 آيات) بالنهي عن تحريم ما أحل الله ابتغاء مرضات الناس، فمن فعل ذلك فعليه الكفارة والتوبة، ثم (4 آيات) الوعظ بأربعة أشياء هي: أن يقي المؤمنون أنفسهم وأهليهم النار، وأن الكفار سيجزون ما كانوا يعملون، وعلى المؤمنين التوبة النصوحة ليكفّر سيئاتهم ويدخلهم الجنة، وجهاد الكفار والمنافقين، ثم (3 آيات) ضرب الله مثلاً امرأتي عبدين صالحين خانتاهما فأدخلتا النار، وامرأتين صالحتين في بيئة الكفر والفتن أنجاهما الله، كما يلي: (الآيات 1-5): عتاب للنبي صلى الله عليه وسلم لمنعه عن نفسه الحلال الذي أحله الله له، يبتغي مرضات أزواجه {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)}. وقد فرض الله الكفّارة لتحليل الأيمان {وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)}. إذ أسرَّ النبي إلى إحدى زوجاته حديثاً، فلما أخبرت به وأظهره الله {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ (3)}، وفي هذا العتاب وفرض تحلّة الأيمان وحثّ الزوجات على التوبة تنبيه على أن كل تصرّفات النبي صلى الله عليه وسلّم وزوجاته وأصحابه هي باتباع وحي الله، ولا دخل لبشر فيها. إن الله وليه وناصره، وجبريل وصالح المؤمنين، والملائكة أعوان له ونصراء، {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ..... ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)}. (الآيات 6-9): الوعظ بأربعة دروس (تضمنتها القصص) وهي، الأول: توجيه المؤمنين إلى وقاية أنفسهم وأهليهم من النار، وألا تأخذهم العاطفة في مخالفة أمر الله بتحريم حلال أو تحليل حرام فيقعوا في العقاب، الثاني: تحذير الكفار بأن الله قد أقام عليهم العذر في الدنيا ولا عذر لأحد يوم القيامة إنما يجزون بما كانوا يعملون، الثالث: أمر المؤمنين بالتوبة توبة خالصة لوجهه لا عودة لمعصية بعدها كي يغفر لهم ويدخلهم الجنة، الرابع: أمر النبي بأن يجاهد الكفار والمنافقين وأن يغلظ عليهم، فلم يمنعهم مانع من الإيمان بل أرادوا لأنفسهم الكفر والنفاق فمأواهم جهنم وبئس المصير. (الآيات 10-12): يضرب الله الأمثال للمؤمنين والكافرين بالقصص عن امرأتين مؤمنتين هما: امرأة فرعون ومريم ابنة عمران، حافظتا على إيمانهما تحت أصعب الظروف والفتن، وامرأتان كافرتان هما امرأة نوح وامرأة لوط لم تؤمنا في أحسن الظروف الإيمانية وهما زوجات أنبياء مرسلين. ولمّا اشتملت على تحريم الحلال باعتزال النساء (ويسمّى بالإيلاء) واشتملت قبلها الطلاق على طلاق النساء (أبغض الحلال) فبينهما من المناسبة مالا يخفى، وكذلك لمّا عاتب سبحانه نبيه في بداية التحريم {لم تحرّم (1)} ابتغاء مرضات أزواجك، وختمت الطلاق بالآية: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} أي: وأنت تعلم أن الله يدبّر ما بين السماوات والأرض، وقادر على سماع إسرارك وأحاط علمه بكلّ شيء، فلا يخفى شدّة اتصال السورتين وتناسبهما، وهما أقرب شيء وأشبه بسورة الأنفال والتوبة لتقارب المعاني والتحام المقاصد. وقد خُتم بالتحريم مجموعة من عشر سور مدنية متتالية ومتناسبة (من الحديد إلى التحريم)، تضمنت جميعها بيان نعم الله العظيمة على الناس باتباع دينه، وحذرت من المخالفة والعصيان والنفاق. وجاءت خمس سور (الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن) افتتحت بالتسبيح وحملت البشارات للمؤمنين العاملين والملتزمين بشرع الله وسننه في خلقه، تماماً كما هو حال كل الأمم من المخلوقات الأخرى، فكلّ شيء يسبح الله ويعبده {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)}، أعقبها خمس سور (المجادلة والممتحنة والمنافقون والطلاق والتحريم) تضمنت قصص وأحداث تؤكد صدق وحقيقة هذه البشارت ونقيضها، كما في التحريم ومقصدها الحث على التوبة والنهي عن تحريم ما أحلّ الله، وقبلها الطلاق ومقصدها الأمر بالتقوى والتحذير من تعدّي حدود الله، وسبقتها المنافقون تحذر المؤمنين من أفعال المنافقين الذين تخالف أفعالهم أقوالهم وإعراضهم عن الحق، سبقتها الممتحنة تأمر بالبر والقسط للمسالمين الذين لا يظهرون العداء والتبرؤ من أعداء الله، سبقتها المجادلة تأمر بالبرّ والتقوى وموالاة الله وتنهى عن الإثم والعدوان وموالاة الأعداء. ولمّا اكتملت هذه السور العشر المدنية أعقبتها سورة الملك بقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ (1)} إلى قوله: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (2)} أي تكاثرت بركات الله الذي بيده ملك كلّ شيء وخلق كلّ شيء ليبتليكم أيكم أحسن عملاً بهذا الدين. اللهم اجعلنا من المسلمين المؤمنين المصدقين القانتين التائبين العابدين السائحين، وكفّر عنّا سيّئانتا وأدخلنا برحمتك في جنّات النعيم. #تلاوه #تلاوات #تلاوة_خاشعة #تلاوة_مميزة #تلاوة_هادئة

Category

Show more

Comments - 15